غضب السعوديين المبرر- حلول لإعادة تألق المنتخب وتأهله

المؤلف: سلطان الزايدي11.05.2025
غضب السعوديين المبرر- حلول لإعادة تألق المنتخب وتأهله

كما هو حال كل السعوديين الذين شعروا بخيبة أمل عميقة جراء نتيجة مباراة منتخبنا الوطني ضد إندونيسيا، فإن هذا الأسى والاستياء لا ينبعان من فكرة أن الخسارة أمام فريق كإندونيسيا تعتبر وصمة عار في حق منتخبنا وتاريخه المجيد في القارة الآسيوية؛ بل لأن الأوضاع لم تعد كما كانت في السابق على مستوى المنظومة التي تعمل بجد لخدمة هذه الرياضة، وتطمح إلى مستقبل أكثر ازدهارًا وإشراقًا. هذا الغضب العارم الذي تجلى على محيا السعوديين له ما يبرره، إذ لم يعتادوا على هذا النوع من الإخفاق والخذلان من منتخبهم، فتاريخنا الزاهر في آسيا، وتصفياتنا المؤهلة، ومسيرتنا المكللة بالإنجازات نحو كأس العالم، كلها أمور تبعث على الفخر والاعتزاز، وتراث عريق يليق بدولة شامخة كالمملكة العربية السعودية؛ لذا كان الاستياء العميق من هذه الخسارة مبررًا، وقد عبر الجميع عن هذا الاستياء بطرق مختلفة، واللافت في الأمر، وعلى الرغم من حالة الغضب التي انتابت الجماهير السعودية، أن الغالبية العظمى كانوا يتداولون الحلول الممكنة، ويؤكدون أن الفرصة لا تزال سانحة لتحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، هذا الشعور المتجذر ينبع من إيمانهم الراسخ بأن المنتخب السعودي لن يسقط، وأنه توجد حلول فعالة إذا ما تم تبنيها وتنفيذها على أكمل وجه، ستعيد الفريق على الفور إلى مسار الانتصارات والنجاح، هذه الثقة المطلقة في المنتخب السعودي ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تاريخ طويل وحافل بالإنجازات، أغلب صفحاته مشرقة ومضيئة، وواقع له مكانته المرموقة وهيبته. نعم، بكل تأكيد يستطيع المنتخب السعودي أن ينتفض من جديد، وأن يعود سريعًا إلى مكانته الطبيعية الرفيعة بفضل تبني بعض الإجراءات الصائبة، التي إذا ما تم تطبيقها في الأيام القادمة، ستحدث تحولًا جذريًا ومفاجئًا. وأرى أن هذه الإجراءات تتلخص في أمور فنية جوهرية، تتجسد في عمل فني متميز ومختلف، يتكامل معه العمل الإداري بشكل وثيق، فالمنتخب بحاجة ماسة في المقام الأول إلى أن يبذل مدربه جهودًا مضاعفة في عملية الاختيارات، وأن يبحث بعناية عن العناصر الأكثر حماسًا ورغبة جامحة، والذين يتوقون إلى الحصول على فرصة تمثيل المنتخب، فبعض المدربين يميلون إلى الاعتماد المفرط على نجوم فريق واحد، لتوفير الوقت والجهد في التدريب وتحقيق الانسجام، وهذا توجه سلبي يؤثر سلبًا على أداء المنتخب السعودي. في بطولة الخليج القادمة، إذا كان المدرب «هيرفي رينارد» يطمح في تشكيل منتخب قوي ومنافس، فعليه أن ينوع في اختياراته، وأن يمنح الفرصة للأجدر والأكفأ، والأجدر هو اللاعب الذي يشارك بانتظام مع ناديه، فمن طبيعة كرة القدم التجديد المستمر والبحث الدؤوب عن الأسماء اللامعة واكتشاف النجوم الصاعدة، وهي مرحلة حاسمة من مراحل تحقيق النجاح والتألق في اللعبة، فهل يسلك «هيرفي رينارد» هذا المسار، وينقذ مسيرة المنتخب السعودي ويضمن له بطاقة التأهل المستحقة!؟ دمتم في أمان الله،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة